سأقف خلف كل حائط حال بين وصلي بك و اهتف "سانتظرها"
خلف جميع ستائر الظروف التي تحجب عيناك عني و أصرخ "سانتظرها"
اعرف انك يا صغيرتي تعانين ما يعتريني من ألمٍ و قد يختلط عليك شعورك حين اداعب كفيك
و اخبرك ان الله بعباده عليم
و اخبرك ان الله بعباده عليم
و مهما طال انتظارنا سيأتي اليوم الذي على صدري فيه تنامين
اعرف انك قد تظنين ان ما يدفعني من قولي هو قوة قلبي او سعة صبري
و اعرف انك ان لاحظتي دمعةً تداعب مقلتي بخطى تشق فيها طريقاً في جفني للسائرين
نعم اخفيها عنك لعلي ابدو بقدر ما تظنين
قويٌ الارادة صبور للحزن دفين
و اخاف
اخاف ان ينكشف ستاري فيبدو ما اخفي من ثنايا اضلعي المهشمة و كسوة جلدي الممزقة من فرط الأنين
استجمع قواي بعينيكي
و ابدأ من جديد انثر قطع صبري المتساقط لاخفي بها اثار شوقي الذي بعثر اجزاء جسدي في كل مرة يعتريني الحنين
برجاء السائل استلطف اجزائي لعلها تحنو و تعطف بحالي و تصد عن اذنيك صوتي الحزين
أمر بهم مرور السائلين
فإن كان الرضى حال سائر جسدي فكيف بقلبي ان يخفي عن عينيكي ما له تبدين
جلست اواسيه و استلطفه لعله يحنو
ظل يرفض جميع استعطافاتي و لم اعرف لمَ الجمود ؟
محدثاً اياه :
ايا قلباً ما عرفت فيك قسوة فلما الجمود و لم التكبر و انت تعرف و هي تعرف انك ملكٌ لها
بالله عليك لن يضرك شيء ان تظاهرت بالقوة امام
عينها لعل ذلك يقويها و ليعلم الله ما احتملت من ألمٍ اخفيه عن اعينها لعلها بزيف قوتي تقوىٰ و بصبرها اصبر عن ما ابتلاني به النصيب و ما يدعونه قدري
ايا قلباً كفاك ما بي من حسرةً و لتلطف بي و لترأف بحالي فما ينقص جسدي من قسوة و قد فاض به من أمر دنياه و اخاف ان ابوح لك
يتساقط دمعك بمكنون صدري
اني اعلم ما تبديه و ما تخفيه و انت تعلم انها تعلم فلما المكابرة يا صديقي ؟
اترك عنك عنادك و لتترك بقايا صبرك خلفك و استقبل طعنات قدرك بوجهٍ متبسم لا متهجمٍ
استقبل عني طعناتي و اترك لي طعناتك
فقط كن رفيقي
فقد تعودت اجزائي على الفراق
لطالما ارهقتك انت في نُواحي حتى ثملت و عجزت عن الحراك
اخبرني يا صديقي و لا تخجل
اسرد علي مكنون رواياتك بهدوء الليل الصامت و لا تتعجل
اخبرني كم تهوى وجودها
و كيف تذوب اشتياقاً حين يغدو بين ثنايا الطرقات عودها
اخبرني كيف تسهو حين تبتسم عيونها
و كيف تغدوا بساتين ارضك وروداً تتفتح حين ترفع لك ستائر جفونها
اخبرني بصوت اجهش و لا ترتجف
فالحب ليس خياراً نحتار في اي الطرق نمشي و في ايها نقف
يحدثني:
سأخبرك يا صديقي
لكن دعني اولاً أُشهِدك
فلتسل عيناك عنها و اصغ لما ترويه شفاهك لعلك يوم اذٍ تعلم سبب مكابرتي عن ما تطلبه
سل عيناك عن عيناها كيف تبدو
حين ترمق بنظراتها ارضك البور كيف تغدو
كيف يصبح حال جسدك حين يلقاها
رعشة اطرافه كفيله بتفسير ما يعتريه
بغصة تهز اجزائة رغبة في سكناها
و لهفة في بريق عينيك لعلها تكشف من جسدها ما تخفيه
ذاك الجسد المخملي المترامي اطرافه
تستره كسوة تشف ملامح جمال اطيافه
كأن القدر قد منع عنك لذة عناقه
عناق لطالما حلمت مذاقه
اخاديد ينسال منها عبير وديان خضراء
تسقي ما بصدرك من عبق الصحراء
ارض صدرها ارضٌ للعشاق
تتلاقى فيه كل لذة اشتياق
اتذكر يوما
حين قبلتكي حين احمرت وجنتيك خجلا وامسكت عني جفنتيك لتخبئين عيونك عن عيني حين لامست اصابعك كيف كانت ؟ فليس بإستطاعتي الوصف املساء كانت ام منسدله كشعر مترامي يغطي وجهك ذاك الوجه الذي مزق جميع اوراق مشاعري بعيون تسرق الانظار متلهفة للقاء ما تبقى من وجهك بخوف ان تبعدي عنها ناظريك فيضرب الندم طرقاتها فبالحيرة اسكنتيها ما بين تملق العين ام رسمة رمشين ام احمرار وجنتين ام توهج تلك الشفتين تداعبهما افكاري فيبتسموا
اتذكر حين جلستي بجانبي مصادفة كانت ام عن قصد !! حين ظللت انظر اليك في زحام مدينتي بين افكاري التي جلست انظمها وارتبها ليال منتظرا لقاءك لكني اخطأت اماكنها فما كان لها سوى التبعثر عند رؤياك ظلت متلهفة نظراتي تحاول اللحاق بك وابعاد تلك الافكار الحائلة بينك وبيني ونعم اعرف انك كنت جالسة بجانبي لكني حين اراكي اصبح منفصلا عن جسدي
اراقب رقص شعرك المتناثر على كتفك يغطي عن انظاري ملامح جسدك حين اتأمل تموجاته عند خصرك تارة وصدرك اخرى
اراقب!!! وجهك كيف يبدو كيف ابدع الخالق في رسمه
اقتربت خطاي نحوك مترقبة يصاحبها خوفي سائلا عقلي ... ما انت بفاعل ؟
ليتجاهلها عقلي وليترك زمام امري بيد قلبي موجه كلماته .. افعل ما لم اجد يوما فعله !
وما اجد نفسي الا وانتي بأحضاني مترامية بين شعرك اصبح لصدري غطاء وانفاس لانفاسي هواء
وجسد على جسدي خواء
العين للعين ناظرة والايدي سواء والافواه متقاربة تداعبها الانفاس فتزداد احتواء
تحرك اصابعكي خلايا جسدي كأن لجسدي غيوم واصابعك هواء
تتابعها اناتك على صدري مطلقة العنان لمشاعري للانطلاق
وليمضي الوقت لا يهمني اكانت ثوان تلك ام ساعات فكله عند عقلي هراء
تتكلمين وارى شفتيك تحدثني لكني لا اقدر على لحنك استماع اذني صاغية وجميع حواسي في انصياع
اذا لما السكون في وجود من لعقلي وافكاري اصابهم الجنون ؟
تذمرت وتعالى ندائي عن سبب عقابي فلم اجد من راد على سؤالي
فعرفت انها ليست سوى افكاري تخالطها النظرات ليداعبها قلبي بصور يعرضها العقل لفترات
الى ان توقف القطار وتأهبت راحلة فأيقنت انها ليست سوى محض خيالات
لا اعلم كيف سأقنع عيني بانك لم تعودي ملكي بعد اليوم حين اراك
كيف سأسيطر عليها حين تقرأ كل ثنيه من ثنايا جسدك حين القاك
ماذا سأخبرها حين تطلب مني اخبارك بمدى عشقي من خلالها عن طريق النظرات
بماذا أجاوبها حين تلحظ سهو عيناكي عني وبعدهم عن عيناي حين تتهاوى منهما الدمع كالقطرات
كيف افسر لخلايا جسدي سبب رعشاتها حين اتنفس عطرك ولا اقدر على الحراك
كيف امنع اطراف اصابعي من ملامستك عند اقترابك مني وكيف افسر لها معنى الفراق
كيف امحوكي اخبريني ؟
كيف امحوكي من افكاري من مخيلتي من دفاتري بين السطور على الاوراق
كيف اغدوا بدون همسك على اذني وارتشافك لقهوتي صباحا لاشرب منها بالقطرات
بماذا اخبر عقلي حين يجبرني على رسم صورك في مخيلتي حين امسي والقلب يتعصر حزنا على نسيم من الهوى كان ينعشه فأصبح من وهج نار الى رماد
اخبريني بماذا امني نفسي على العيش في ذلك العالم المظلم بعدما كنت انتي مجمل كل العبارات
وضعتك في غرفتي و داخل افكاري وحول اسرتي وفي اعماق آبار اسراري داخل جسدي كنتي واساور كفي انتي وسلسال حول عنقي .. امام جميع البشر اتباهى بك فلمَّا رحلتي صرت ذليل الرأس منحيا اجر ذيل الخيبه باكيا وجميع من حولي مبتسما
ان كنت يوما في حقك مخطئا فبالعفو اريحيني ليرقد ما تبقى من جسدي خلف تلال الحسره بالياً منتظراً لميعاد قد احس بعذابه مسبقا فاطلقي بفمك ذاك الذي لطالما سهوت فيه بكل تحركات شفتيه سهام الرحمه لعلها تدنو من جسدي لتخترق قلبي ولا تحزني !!!!
ولتذكريني قبل منامك كما وعدتني لكن في اذني لا تهمسي ولا تتكلمي فقط اغمضي عيناك وعلي ترحمي
مهما طال انتظاري و بدا الشيب يعتري اجزائي بشعيرات فضية و جسد مهترىء يكاد لا يقوى على حملي
بنظرات الشفقة بأعين المارة ترمقني و سؤال يخالج شعورهم "مالذي يدفع بعجوز بالوقوف رغم وهن اكتافه و رعشة اطرافه"
بضحكات متألمة تشُّق شِفاهي التي لطالما عبست من بطش دنياي بطعم الدم المنسدل منها "انتظرها"
تعلو ضحكاتهم باستهزاء و رفض و استهجان لما يخالج شعوري و قد تمكن مني شيبي و لم يستطع فعله يأسي
بكلمات اظل ارددها على مسامع كل من تلقاه عيناي
هي :
انثى يراق لها الغزل اينما كانت
مبسمها لا يليق به الا التبسم
ولتعرفي يا صغيرتي اني تمنيتك
على قدر ساعاتي و ايامي التي امضيتها معك تمنيتك
تمنيت لو اني استطعت ان ارى ما ابدع الخالق فيك قبل معادك .. اعرف اني تأخرت
و اعرف انك تعرفين انه لم يكن بوسعي الوصول فكل الدروب سدت بذنب ليس بذنبنا
و اعلمي انك
ستبقى ذلك السر الحزين الذي يسعدني
اعلم ان ذنبي اعظم قدراً مما تحبيني
فقط اتمنى ان تذكريني
بدعواتك للخالق ان يرحمني و يغفر لي ما فعلت بك
ان كنت لا تزالين تذكريني فعند قبري ستجديني منتظراً
لن اكتب اسمي على رخامة نعشي فلا اريد زواراً سواكي
بكل ما اوتيت من قوة ساكتب لك على تلك الرخامة البيضاء
فقط
سامحيني ... سامحيني